الإشكال 000 - صوم زكريا ثلاثة أيام أم ثلاث ليال ؟
الإشكال 000
صوم زكريا ثلاثة أيام أم ثلاث ليال ؟
أصل الإشكال :
لمّا دعا زكريا عليه السلام الله أن يرزقه الولد الذي
يرث منه العلم في بني إسرائيل: فقد أجابه الله تعالى إلى ما أراد، فلما أراد زكريا
آية أو علامة على حمل امرأته أخبره الله تعالى أن لا يكلم الناس ثلاثة أيام
بلياليهن سوياً من غير مرض، فقال في سورة آل عمران :
﴿قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ
أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً﴾ آل عمران41.
وقال في سورة مريم:
﴿قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً﴾مريم10.
الإشكال :
زعم صاحب الشبهة التعارض بين ثلاثة أيام وثلاث ليال.
==========
رد الإشكال :
ذكرت التفاسير (التي يزعم صاحب الشبهة أنه قرأها ولم يجد رد الإشكالات فيها) الآيتين وجمعوا بينهما (انظر تفسير ابن كثير – والبغوي – والجلالين)،
جاء في تفسير ابن كثير:
"(قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزاً) أي : إشارة لا تستطيع النطق، مع أنك سوي صحيح، كما في قوله : (ثلاث ليال سويا) [مريم 10]"
وجاء في تفسير البغوي:
"(قال آيتك ألا تكلم الناس) تكُف عن الكلام (ثلاثة أيام) وتُقبل بكليتك على عبادتي، لا أنه حُبس لسانه عن الكلام، ولكنه نُهي عن الكلام وهو صحيح سوي، كما قال في سورة مريم الآية 10 ( ألا تكلم الناس ثلاث ليال سوياً)"
وجاء في تفسير الجلالين :
"«قال رب اجعل لي آية» أي علامة على حمل امرأتي «قال آيتك» علية «أ» ن «لا تكلم الناس» أي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله تعالى «ثلاثة أيام» أي بلياليها «إلا رمزا» إشارة"
وكذلك فهم كل المسلمين منذ 1400 سنة بل وحتى الأجانب غير المسلمين الذين درسوا القرآن أن آية عدم كلام زكريا للناس كانت لمدة ثلاثة أيام بلياليهن، وذلك لأن إحدى سمات القرآن المعروفة هي تقسيمه لأغلب قصص الأنبياء بين السور، وأن الموقف الواحد قد يحكيه القرآن في سورة ثم يعيده في سورةٍ أخرى بتفاصيل وإضافات جديدة، تثبيتاً للنبي، ولكي يظل القارئ للقرآن ينهل من جمال الفوائد والمعاني المتنوعة (توحيد – قصص – أحكام – عبادات – أخلاق) من أي موضع يقرأه فيه أو من أي جزء، وذلك بعكس الكتب المُحرفة التي تنتهي قصة نبي أو رسول فيها غالباً في جزء معين أو سفر معين منها، ثم لا يقرأها القارئ مرة أخرى إلى نهاية الكتاب.
