الإشكال 007 - هل تم ذكر إيمان سحرة فرعون ؟

    الإشكال 007 

هل تم ذكر إيمان سحرة فرعون ؟

أصل الإشكال :

في سورة يونس يقص لنا الله تعالى كيف جمع فرعون السحرة لتحدي موسى عليه السلام أمام الناس :

﴿فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ آية 81.

ثم يبين لنا الله في نفس سورة يونس أنه لم يؤمن له في هذا الموقف عندما أبطل الله سحر السحرة إلا ذرية من قومه :

﴿فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ﴾ 83.

ولم تذكر الآيات هنا (بل وسورة يونس كلها) موقف إيمان السحرة الذي حدث بعد ذلك، وإصرارهم على الإيمان بعد أن تأكدوا أنه لا يقدر على إبطال السحر وتحويل العصا إلى ثعبان في الحقيقة إلا خالق الحياة بالفعل. وإنما جاء في سورة طه :

﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى﴾ طه70. 

============ 

رد الإشكال :

كما أوضحنا في استعراضنا للآيات التي أراد صاحب الشبهة التلاعب بها : فإن سورة يونس أصلاً لم تذكر موقف إيمان السحرة، بل اكتفت بذكر (إبطال سحرهم) ! وإنما ذكر الله في تلك الآيات موقف الناس الذين حضروا وأنه لم يؤمن لموسى إلا ذرية من قومه. ولم يذكر الله موقف السحرة لأن السياق يتحدث عن المؤمنين من قوم موسى، وما أرشدهم إليه من التوكل على الله :

﴿وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ﴾ يونس84 إلى آخر الآيات.

أما سورة طه (وكذلك في سورة الأعراف) فجاء ذكر وتفصيل إيمان السحرة وإصرارهم على الإيمان حتى مع تهديد فرعون بقتلهم وصلبهم في جذوع النخل : فلم يتراجعوا. وهذا ما ذكرناه من قبل (في رد الإشكال 1) أن القرآن يقسم قصص الأنبياء بين السور والمواضع حيث يحمل كل منها جانباً وتفصيلاً جديداً.



المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الإشكال 009 - كيف يوجد ظل في الجنة وليس فيها شمس ؟