الإشكال 011 - هل يوجد اختلاف في طعام وشراب أهل النار ؟

     الإشكال 011 

هل يوجد اختلاف في طعام وشراب أهل النار ؟

أصل الإشكال :

يزعم صاحب الشبهة وجود تعارض بين آيات طعام وشراب أهل النار، وكأنه لا يفهم اللغة العربية ! أو يعتمد على تأثيره على من لا يفهم اللغة العربية !

وعلى هذا يسوق أكثر من آية بأنواع مختلفة من طعام وشراب أهل النار الذي هو في نفسه عذاب ثم يتساءل : أي منهم هو الصواب ؟ لماذا هذا التعارض ؟

وعلى هذا دعونا نستعرض الآيات التي ذكرها :

لكن بعد أن نعكس الترتيب الذي ذكره لأنه سيوضح كل شيء...

يقول عز وجل:

﴿هَٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ * هَٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ﴾ ص55- 58.

والمعنى بعد أن ذكر الله (حميم وغساق) : وآخر (أي أطعمة وأشربة أخرى) من شكله أزواج (أي مثل هذه الأطعمة والأشربة التي هي عذاب في حد ذاتها لأهل النار) أعاذنا الله وإياكم، فشكله بمعنى شبهه، وأزواج من الزوج وهو المكمل والمقابل والمِثل.

وذكر أيضاً صاحب الشبهة الآيات التالية :

﴿لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ﴾ الغاشية6.

﴿وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ﴾ الحاقة36.

﴿إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ﴾ الدخان43- 44.

ثم يسأل وهو يتصنع عدم الفهم :

ورد الاستثناء بـ (إلا) في الآيات، فهل الطعام من ضريع أم غسلين أم من شجرة الزقوم أو من الحميم والغساق أو من شكله أزواج؟

=========== 

رد الإشكال :

تعمدنا وضع آية ﴿وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ﴾ ص58 في البداية لأنها تشرح وتنص على وجود (تنوع) في ألوان عذاب أهل النار في طعامهم وشرابهم، وهذا ما أشرنا إليه من قبل في رد الإشكالات السابقة أن القرآن يتعرض للمعلومة الواحدة في أكثر من سورة حسب الحاجة والملاءمة، فهو يعطي في كل موضع جانبا جديداً وزاوية جديدة ومفهوماً جديداً.

وأما الاستثناء بـ (إلا) فيفهم من السياق وليس بإطلاق، يعني مثلاً شخص غاضب من مجموعة من الناس وقرر ألا يكلمهم (إلا) أحدهم لم يسيء إليه، فقال في يوم: (ما كلمت أحداً إلا فلان)، فهل يفهم عاقل هنا أنه لم يكلم أحداً (في حياته مطلقاً) إلا فلان !

من هنا نفهم أن (إلا) في الآيات المذكورة تعني استثناء طعامهم أو شرابهم من الطعام والشراب الطيب الذي يعرفه الناس في الدنيا ويلجؤون إليه لسد جوعهم وعطشهم، فهو في النار لا يزيدهم إلا ألماً وعذاباً على كفرهم وإلحادهم وشركهم بالله.

والآن.. تعالوا نرى بعض أقوال التفاسير التي يكذب صاحب الإشكالات بزعمه أنه قرأها ولم يجد فيها ردود شبهاته !

جاء في تفسير القرطبي : "(وآخر) أي : وعذاب آخر سوى الحميم والغساق، (من شكله) قال قتادة : من نحوه ".

وجاء في تفسير ابن كثير: "(وآخر من شكله أزواج) أي : وأشياء من هذا القبيل، الشيء وضده يعاقبون بها".

وجاء في تفسير البغوي: "(من شكله) مثله أي : مثل الحميم والغساق، (أزواج) أي : أصناف أخر من العذاب".

وجاء في تفسير الجلالين : "(وآخر) بالجمع والإفراد (من شكله) أي مثل المذكور من الحميم والغساق (أزواج) أصناف، أي عذابهم من أنواع مختلفة". وهكذا باقي التفاسير.


 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الإشكال 009 - كيف يوجد ظل في الجنة وليس فيها شمس ؟