الإشكال 012 - هل دمرت ريح قوم عاد كل شيء بالفعل ؟

     الإشكال 012 

هل دمرت ريح قوم عاد كل شيء بالفعل ؟ 

أصل الإشكال

يواصل صاحب الشبهات التدني في مستوى الشبهات فيقول عن عذاب قوم عاد بالريح التي أرسلها الله وقال فيها :

﴿مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴾ الذاريات42.

ويقول :

﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ﴾ الأحقاف25.

ثم يتساءل في تظاهر بعدم الفهم :

لماذا تم استثناء مساكنهم ؟ أليست تدخل في وصف (كل شيء) ؟

============= 

رد الإشكال

كما رأينا في رد الإشكال السابق (رقم 11) فإن الاستثناء بـ (إلا) يُـفهم من السياق وليس دوماً على إطلاقه، وأن هذا الفهم يعرفه أصغر طفل في حياته اليومية وكلامه اليومي ! لكن يتعامى عنه صاحب الشبهات ! 

ولو صح فهمه السقيم لتعبير (تدمر كل شيء) :

لكان الواجب ألا يعترض على بقاء مساكنهم فقط، بل وعلى بقاء كل جبال الأرض ووديانها وأنهارها وبحارها ومحيطاتها، بل : والكرة الأرضية والمجموعة الشمسية والمجرات وهلم جرا !

فهل هذا فهم إنسان لديه ذرة عقل ؟!!

جاء في تفسير البغوي : (ما تذر من شيء أتت عليه) من أنفسهم وأنعامهم وأموالهم (إلا جعلته كالرميم) كالشيء الهالك البالي".

وجاء في تفسير البغوي أيضاً في الآية الأخرى: "(تدمر كل شيء) مرت به من رجال عاد وأموالها".

وجاء في تفسير الجلالين : "(تُدَمِّر) تهلك (كل شيء) مرت عليه (بأمر ربها) بإرادته، أي كل شيء أراد إهلاكه بها، فأهلكت رجالهم ونساءهم وصغارهم وأموالهم". وهكذا باقي التفاسير.



المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الإشكال 009 - كيف يوجد ظل في الجنة وليس فيها شمس ؟