الإشكال 013 - هل توجد شفاعة يوم القيامة أم لا توجد ؟

     الإشكال 013 

هل توجد شفاعة يوم القيامة أم لا توجد ؟

أصل الإشكال

بنفس الطريقة السابقة في التلاعب بمفهوم الاستثناء بـ (إلا)، يذكر صاحب الشبهات آيات نفي الشفاعة (إلا) مثل قوله تعالى:

﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ البقرة255.

﴿لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً﴾ مريم87.

﴿يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً﴾ طه109.

﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ الزخرف86.

ثم يزعم تعارضها مع نفي وجود شفاعة كما في قوله تعالى:

﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾ البقرة48.

﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾ البقرة123.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ البقرة254.

﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ الأنعام51.

============ 

رد الإشكال

بنفس طريقة الرد السابقة في ربط الآيات بعضها ببعض (وهي صفة أصيلة لأي أحد يتدبر القرآن وسور القرآن)، وبنفس الطريقة في فهم الاستثناء بـ (إلا) من السياق نقول :

أن الله تعالى عندما يتحدث عن يوم القيامة أو يوم الحساب ويحذر الناس والمؤمنين بأنه لا شفاعة ستنفعهم في هذا اليوم أي :

لا شفاعة ستنفعهم لو كانت أعمالهم السيئة (تقتضي لهم) العذاب في موقف يوم القيامة أو العذاب في النار.

وهذا القول يمكن أخذ معناه بإطلاق من جهة (لأنه لا شفاعة لكافر أو ملحد)، ويمكن أخذ معناه بالاستثناء من جهة ربطه بالآيات المذكور فيها شرط الشفاعة للمؤمنين (رضا الله وإذنه) !

فليس كل عصاة ومذنبي المؤمنين سيخلدون في النار، بل سيتعذبون فيها لقضاء ما عليهم أو لما يشاء الله قبل أن يخرجوا بشفاعة من يرتضي الله، ثم بمن يخرجه الله وفي قلبه مثقال حبة من توحيد. وهذه كلها معاني مفهومة بكل سهولة. وتنطبق كذلك على المؤمنين والكافرين أو المجرمين على حد سواء. والقارئ لكل التفاسير سيرى ذلك، جاء في تفسير البغوي:

"(من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه) أي لا فداء فيه، سماه بيعاً لأن الفداء شراء نفسه (ولا خلة) لا صداقة (ولا شفاعة) إلا بإذن الله".



المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الإشكال 009 - كيف يوجد ظل في الجنة وليس فيها شمس ؟